أتألم وانا أقرأ الكتابات على مواقع ومدونات الانترنت! صحفيون دوليون يصنفونا مع دولٍ لا تقارن بالنعمة التي نعيشها في الاردن رغم كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها. ويؤلمني أكثر قراءة المقالات والتعليقات من أبناء وبنات الوطن الذين لا يقدرون ارتفاع سقف حرية الرأي والتعبير في هذا البلد وفي ظل قيادتنا الرشيدة. فاخذوا يصدقون ما كتبه المفترون ويكررون الادعاءات والاتهامات بدون تدقيق المعلومات وبالنتيجة تشويه سمعة وطننا المشرقة.
إن التحديات التي نواجهها في الاردن غالبيتها متأثرة بعوامل خارجية مرتبطة بزيادة عدد السكان وازدياد الطلب على السلع الأساسية والتي تشمل الغذاء مثل القمح، والوقود مثل النفط. ففي عالم واقتصاد متصل ومتواصل، التأثير ينعكس على الجميع وخاصة الدول المستوردة لهذه السلع مثل الاردن. لا شك أننا نواجه كذلك التحديات الداخلية مثل الفساد والترهل الاداري وغيرها ولكن هذه الآفات ما زالت محدودة ليس بمعيار أردني فحسب وانما بمعايير دولية.
مالا يدركه البعض أن زيادة الرواتب بدون زيادة في الانتاجية سيؤدي إلى زيادة العجز وبالتالي التأثير السلبي على سعر صرف عملتنا والذي سيقلل من قدرتنا الشرائية وغلاء أكثر في الأسعار. وهكذا ندخل في دوامة من التضخم وغلاء الأسعار ومحي الانجازات للسياسات المالية الحكيمة في الآونة الأخيرة!
لقد كان لي الشرف أن اخدم كسفير للمملكة الأردنية الهاشمية لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة صعبة مرت فيها منطقتنا. وبالرغم من كل التحديات كنت أقول أن مهمتي هي الأسهل لانني كنت أطرق بابا مفتوحا، سهل مهمتي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أطال الله في عمره، بفضل تواصله المستمر مع قادة العالم الذي اعطانا كبلد صغير، محدود الموارد، الحضور الدولي والرفيع للدفاع عن قضايانا وقضايا امتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وما لا يدركه الآخرون هي الصورة المشوهة للمرأة العربية والمسلمة لدى الغرب وكيف استطاع الأردن أن يتميز بوجهه الحضاري المتمثل في شخص جلالة الملكة رانيا العبدالله التي سحرت العالم بخلقها وبفكرها وبدفاعها عن حقوق المرأة والطفل وخاصةً من خلال مؤسساتها ومبادراتها، فلها منا كل الإحترام والتقدير.
لا شك أن منطقتنا على عتبة تغيير وان هذه هي الفرصة لتحقيق أهداف القيادة الهاشمية والتي سعى جلالة سيدنا لخلق بيئة توفر الفرص العادلة للشباب المعلم والمثقف لتحقيق آمالهم في عيش كريم مبني على الحرية والعدالة. فلنقف وقفة حق ونقدر ما حققه الاردن من انجازات بقيادته الحكيمة وشعبه الأبي رغم كل التحديات والصعوبات. ما زال الطريق امامنا طويل ولكن يداً بيد سنصل إلى بر الأمان.
جريدة الرأي-كريم قعوار
لمشاهدة رابط المقالة في جريدة الرأي :